الدراسة فى الولايات المتحدة .. أمور تؤخذ فى الإعتبار

اختيارك للدراسة فى الولايات المتحدة ، هو ليس حتما بالقرار الهيّن .. فهناك العديد من الامور الذي لابد أن تضعها فى حسبانك ، قبل القيام بهذه الخطوة ، ليس فقط فيما يخص التعليم والجهة الاكاديمية التى ستدرس بها ، وإنما أيضاً بخصوص السفر للخارج ، والإقامة فى دولة ضخمة مثل أمريكا ، والخبرات الهائلة التى ستحصل عليها..

في السطور القادمة نتحدث عن بعض الأمور التى لابد أن تؤخذ فى الإعتبار ، قبل أن حزم أمتعتك والتوجه إلى المطار ، ومن ثمّ السفر إلى بلاد العم سام ، لتبدأ دراستك ..

بداية .. فى الوقت الذي تستعد فيه للتقدم لدراسة الدرجة الجامعية او الدراسات العليا فى إحدى جامعات الولايات المتحدة ، يجب أن تضع فى اعتبارك عدة أشياء هامة ، لجعل تجربة دراستك بالخارج ، تجربة قيّمة عامرة بالخبرات والاستفادة..

الموقع :

الولايات المتحدة تتكون من 50 ولاية .. كل ولاية لها نظامها الذاتي على حدة ..دولة ضخمة مترامية الأطراف ، ولديها عدد هائل من الجامعات فى كل ولاياتها ... حاول أن تفكر فى الموقع الأفضل لك حتى تعيش فيه .. هل تفضل المدن الكبرى الصاخبة ، أم تفضل المدن الهادئة المريحة ؟!..كيف تفضل أن تكون وسيلة مواصلاتك ، أو فرص الترفيه التى تستمتع بها.. أو حتى شكل كيفية الإقامة..

حاول ان تطابق بين شخصيتك وما تفضله ، وبين الولاية الأقرب إليك .. أو على الأقل قارب بينهما ..

الطقس و الأحوال الجوية :

أمريكا دولة مترامية الاطراف .. لذلك ، تجد اختلاف هائل فى المناخ بين الولايات المختلفة .. المعروف مثلاً أن الامطار لا تكف عن الهطول على سياتل ، فى الوقت الذي تتمتع فيه كاليفورنيا بشمس دافئة فى مختلف المواسم.. دعك من الحرارة فى ولايات الجنوب ، والثلوج والصقيع فى ولايات الشمال ، وولاية ألاسكا التى لا تشرق فيها شمس لا فى الصيف ولا فى الشتاء !

اختيار جامعتك وفقاً لمناخ معتدل أقرب للبيئة العربية بقدر الإمكان هو أمر شديد الأهمية بالنسبة لك كطالب عربي .. الطلاب العرب عادة لا يستطيعون التأقلم سريعاً مع الطقس شديد البرودة ، فى الوقت الذي يمكنهم التجاوب والعيش ببساطة فى الطقس الحار والدافئ ..

لا تستهين بموضوع الطقس وقدرتك على تحمله .. صحيح أنه يمكنك تحمّل اي طقس ممكن .. ولكن هذه النقطة للمزيد من الراحة خلال فترة دراستك فى الولايات المتحدة..

عدد الطلاب :

الجامعات الأمريكية تلتزم بعدد معين من الطلاب داخل قاعات المحاضرات ، وتخضع هذا الأمر لمقاييس صارمة ، لا يقبل الجدل أو التجاوز .. الجامعات الأمريكية الكبرى ، يكون عدد الطلاب فى المحاضرات والفصول الدراسية بها ، أكثر طبعاً من الجامعات الصغيرة .. على كل حال ، الفصل أو القاعة الدراسية ، تضم فى اغلب الجامعات الأمريكية مابين 20 إلى 40 طالباً وطالبة..

ضع هذه النقطة فى حسبانك ، قبل اختيارك للجامعة .. الجامعة الكبيرة هي الأنسب لك ، أم الجامعة الصغيرة ؟!

الثقافة والدين :

بالطبع الجامعات الأمريكية تقدم المجالات الدراسية المتخصصة بشكل محايد وبحت.. ولكن بعض الجامعات مثلاً تعتبر جامعات دينية ، تستلزم آداء الطلاب الملتحقين بها ، لشعائر دينية معينة ، خاصة الديانة المسيحية .. هل ستمثّل لك هذه النقطة مشكلة ، عند التقديم لإحدى الجامعات من هذا النوع ؟..

بالتأكيد .. مراعاة الحالة الدينية والثقافية للطالب ومقارنتها بالمتطلبات الدينية والثقافية للجامعة ، أمر حيوي وضروري ويجب أن يؤخذ فى الإعتبار..

التكاليف :

تكاليف الإنضمام للجامعات فى أمريكا ، تختلف من واحدة إلى أخرى ، طبقاً للمنطقة ... وأيضاً تكاليف المعيشة..

مثلاً ، حصولك على درجة أكاديمية فى نيويورك ، سيكلفك بالطبع أموال أكثر من حصولك عليها فى ولاية أوهايو .. هل هذه النقطة هي التى ستجعلك تحدد أي مجال دراسي ستدرسه ، أو أية جامعة ستلتحق بها ؟ .. بالطبع هذه النقطة ستمثل جانباً مهماً فى تخطيطك لأى جامعة ستنضم ، وفى أي ولاية سوف تقيم ..

الصحة والرياضة :

هل ذهابك إلى النوادى ومزاولة الرياضة أمر له علاقة ذات أهمية بدراستك فى الولايات المتحدة ؟ .. الحقيقة نعم..انت تدرس فى الخارج بغرض ان تتعلم .. ولكنك لن تقضى يومك كله فى التعليم طبعاً .. كيف ستخطط لقضاء وقتك فى أوقات الفراغ ؟ .. أمريكا معروفة بأنها محبة للرياضة ، خاصة كرة القدم الامريكية.. حاول أن تهتم بهذا الجانب ، لقضاء بعض المرح فى وقت فراغك ، ترفه عنك قليلا من مشقة الدراسة الاكاديمية !

الخيارات المتاحة للطلاب الدوليين :

كطالب دولي ، سيكون من المهم بالنسبة لك معرفة كافة الخيارات المتاحة إليك .. مثلاً خيار العمل بدوام جزئي أثناء مدة الدراسي .. أو إذا كان هناك معدل تراكمي معين لابد أن تحافظ عليه ، إلخ..

هذه النقطة شديدة الاهمية ، لأنها تجعلك دائماً على استعداد لخوض المقرر الدراسي ، على اساس معرفتك بم هو المطلوب منك بالضبط خلال دراستك فى الخارج ، وبالتالى كيفية التعامل معه..