أساليب التعليم النشط

في ظل التطور العلمي والاجتماعي الحاصل في مجتمعاتنا لم يعد بالإمكان الاستمرار بالأساليب القديمة في التعليم، بل يجب مواكبة التطور والبحث عن كل ما هو جديد وعملي لرفع عملية التعليم وتطويرها، وهنا سنتحدث عن أساليب التعليم النشط، وسنوضح مفهومها ومبدأ عملها وبعض الأساليب المطروحة.


أسلوب النقاش والحوار هو أسلوب تعليمي حديث قائم على طرح المعلومات على شكل أسئلة يتم إدارة حوار حولها

مفهوم التعليم النشط
يعتبر التعليم النشط أسلوبًا حديثًا يعتمد على استخدام مهارات الطالب وقدرته على استخدام البيئة المحيطة، والاستفادة منها، إذ يتم استخدام أساليب تعليمية وتربوية مبتكرة سنتحدث عنها في هذا المقال لتوضيح الفكرة بشكل أدق.

لماذا يتم اللجوء لأساليب التعليم النشط
لم يعد أسلوب التعليم القديم القائم على مبدأ التلقين مجديًا في وقتنا الحالي، خصوصًا مع وجود الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والانفتاح الثقافي الكبير، الذي دعا إلى ابتكار أساليب جديدة ومختلفة للتعلم من ضمنها أسلوب التعلم النشط وخلق بيئة من التعاون بين المعلم والطالب للحصول على المعرفة والثقافة وعدم تلقي المعلومة بشكل جاهز.


أمثلة على أساليب التعليم النشط
توجد مجموعة من أساليب التعليم النشط المتبعة في مجموعة من المؤسسات التعليمية من ضمنها:

• أسلوب النقاش في التعليم النشط
أسلوب النقاش والحوار هو أسلوب تعليمي حديث قائم على طرح المعلومات على شكل أسئلة يتم إدارة حوار حولها، إذ يعمل كل طالب على جمع معلومات معينة ثم طرحها في جلسة حوار يديرها المعلم، ويقوم المعلم في نهاية الجلسة بطرح الفكرة الصحيحة وتعميمها على الجميع، وهذا يساهم في حفظ وفهم المعلومات بشكل أكبر بسبب محاولة كل طالب إدارة الحوار لصالحه.

• أسلوب العصف الذهني من أساليب التعليم النشط
هذا أيضًا أسلوب تعليمي حديث قائم على الحوار وإطلاق أفكار تحفيزية وإدارة الحوار عن طريق مجرد أفكار وحلول حيث يتم إدارة الجلسة أيضًا من قبل المعلم، مثال مبسط: شرح مسألة في الرياضيات عن طريق إيجاد جميع الحلول الصحيحة والخاطئة مثل معادلة 5-5×5+5 وهنا يطرح المعلم المعادلة ويسأل الطلاب عن حلها، عندها سيضع كل طالب حلًا للمعادلة وستكون الحلول بالشكل التالي:

الحل الأول 0×5+5=5

الحل الثاني 0×10=0

الحل الثالث 5-25+5=-15

والعديد من الحلول الأخرى التي ستحفز الطلاب للحل الصحيح، وهو 5-25+5=-15 حيث يجد الطلاب أن الأولويات الحسابية تختلف، وأن الأولوية دائمًا للضرب قبل الجمع والطرح، وهذا أفضل من إعطائهم الجواب بشكل مباشر.

• أسلوب حل المشكلات من أساليب التعليم النشط
أيضًا هذا الحل يكمن استخدامه مع الطلاب في المراحل المتقدمة كالجامعات، حيث يتم وضع الطلاب في مشكلة وإعطاؤهم فرصة لحل هذه المشكلة، وهذا سيساعد على تطوير خبراتهم ومعلوماتهم عن طريق البحث عن حل للمشكلة.


• تقمص الأدوار
يمكن أيضًا اتباع أسلوب تقمص الأدوار عن طريق شرح الدرس على شكل قصة، يلعب فيها كل طالب دورًا محددًا وبالتالي يتم توصيل المعلومات بشكل أفضل، ومن الأمثلة على هذا الأسلوب إعطاء كل طفل في الصف الأول حرفًا وعليه أن يحاول التحدث عن هذا الحرف مثل حرف الباء فيتحدث عن كلمات تحتوي حرف الباء مثل "باب-بيت-كتاب" وهكذا يتم توسيع الكلمات التي يعرفها الطفل.

• خرائط المفاهيم
وهي عبارة عن استخدام الرسومات التخطيطية لتحديد العلاقات بين المفاهيم، ومن ضمن هذه الخرائط الرسوم البيانية أو استخدام أسلوب الشجرة أو الهرم لتوضيح العلاقات بين المفاهيم العلمية، حيث يسهل على الطلاب حفظ الأشكال وفهمها أكثر من المعلومات التلقينية.


لم يعد التعليم القديم القائم على التلقين مجديًا في وقتنا الحالي، خصوصًا مع وجود الإنترنت والانفتاح الثقافي الكبير

• التعليم الذاتي من أساليب التعليم النشط
وهو عبارة عن البحث الذاتي عن المعلومات والمعرفة وغالبًا ما تكون النتائج أفضل، حيث يحاول الطالب البحث عن معلومات حول موضوع معين فيقرأ هنا ويأخذ من هناك ويحاول كشف الحقيقة بنفسه، مما يكسبه مهارات متعددة.

هذا الأسلوب أصبح متاحًا بصورة كبيرة في وقتنا الحالي بسبب مواقع التواصل المختلفة والمدونات والمواقع التي تطرح المعلومات والخبرات على شكل مقالات يسهل التوصل لها، لكن هنا يجب على المتلقي البحث المتواصل عن الحقيقة، إذ أن كل موضوع مطروح عبر الإنترنت هو عبارة عن نتائج شخصية تحتمل نسبة من الخطأ والصواب.