مسؤول تربوي .."لا تلعبوا بالنار التربوية فإنها ستأتي على الأخضر قبل اليابس"

هبة بريس ـ الرباط


أثارت حادثة اعتداء تلميذ على أستاذه داخل الفصل الدراسي بثانوية “سيدي داود” التأهيلية بورزازات، غضبا عارما على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وخرجت دعوات بين صفوف الأساتذة للاحتجاج في مختلف المدن، “من أجل إعادة الاعتبار لكرامة رجال ونساء التعليم وحماية قيمتهم الرمزية والاعتبارية”، في حين انتشر بشكل سريع هاتشاغ “كرامة الأستاذ أولا” على موقع فيسبوك.


محمد الشابلي الذي شغل منصب نائب اقليمي بخريبكة / الصويرة ا / العرائش / تمارة / والقنيطرة كتب على حائطه الفيسبوكي تدوينة شاملة قال فيها "استيقظت هذا الفجر على شريط فيديو سب وجلد ولكم ودهس وجر على الأرض أستاذ من طرف مارق سموه عنوة " تلميذا" وهو بعيد كل البعد عن هاته الصفة..

قد يقول البعض لا نعلم الأسباب التي كانت وراء هذا الاعتداء متعدد الأشكال.. ويقول آخرون إن المارق قاصر وربما له سياقاته الاجتماعية أو/والنفسية التي ربما تخفف عنه هول وأهوال ما صدر عنه.. ولكن القسم/ الحلبة التي عرفت الاعتداء .. وموقف المتفرجين بالقسم من المارقين أو المتظاهرين بمحاولة الفصل بين الأستاذ والمارق تظهر المستوى والموقف والصورة التي أصبحت عليها مكانة الأستاذ لدى شريحة غير محدودة ممن كتب/فرض عليهم الجلوس على الطاولات الخشبية.. يقول الشابلي "

واضاف ذات المسؤول " قبل أيام قامت ثائرة العديد من الأقلام والأبواق عند اتخاذ قرار في " القبلة أو القبل" وقيل في حق المؤسسة وإدارتها ما لم يقله مالك في الخمر.. "

واسترسل محمد الشابلي بالحديث " وبالرغم من مدى أحقية المؤسسة في اتخاذ ذلك القرار "القاسي" إلا أن الطريقة التي تم تداول بها الموضوع من طرف "قناصي المناسبات" ستؤدي بكل تأكيد إلى المزيد من انفلات زمام تدبير المؤسسات من يد المدبرين الإداريين والأساتذة الذين سيحاولون تجنب التشهير بهم في مواقع التواصل الاجتماعي وإرغامهم على التراجع عما يتخذونه من قرارات.. وبالتالي غض الطرف عما يحدث بالمؤسسات من تجاوزات غير مقبولة ستتفاقم مع مرور الوقت وتعطي حالات كثيرة مثل ما وقع هذا الأسبوع الذي نودع في ورزازات المدينة الصحراوية المعروفة سابقا بمحافظتها ..."

وعن الالم جراء مشاهدة الفديو قال الشابلي " إن أشد ما يؤلم مُشاهِد الفيديو هو موقف المارقين واعتبار الوضع مثيرا للفرجة والضحك والتلهي .. بحيث لم يبادر أي منهم للاتصال بالإدارة أو التدخل بحزم للحيلولة دون حدوث ما وقع.. وهم قادرون على ذلك .. "

وخلص بالقول " إن الطريقة التي تم بها إرغام الإدارة في مكناس على التراجع عن قرارها " القاسي" - طبعا تحت ضغط الرأي العام الهاوي وغير المتمرس أو العالِم" يمكن اعتباره أكبر من الحدث نفسه لأن المؤرخين يقولون " خرجت بريطانيا من أمريكا يوم تراجعت عنةفرض ضريبة الشاي" والمنظومة التربوية المغربية ستزيد وضعيتها استفحالا بعد التراجع بكيفية غير مدروسة عما يتخذ من قرارات.. لأننا بصدد قطاع استثنائي له غاياته وأغراضه وأهدافه التي لا يمكن أن تتحقق إلا إذا كان هناك سِلْم تربوي بفضاءاته.. وتقدير كامل لمن يدبره من الإداريين والأساتذة ومقدمي باقي الخدمات..."

وشكرا الشابلي الأستاذ "الذي حافظ على رباطة جأشه وترك لمن له ذرة شك في ما يعانيه المربون والمربيات داخل الجدران الأربعة المودة الاقتناع بجسامة المسؤولية التربوية التي يتحملها الشرفاء في صمت.." قبل ان يضيف " شكرا كذلك للتلميذ الذي وثق الحدث رغم أنه ارتكب مخالفة إدخال الهاتف ومخالفة التصوير...

"وأخيراً رجاء لا تلعبوا بالنار التربوية فإنها ستأتي على الأخضر قبل اليابس.. لأن اليابس أصلا كان زهوقا.." يقول الشابلي